Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

2025-10-01

 

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 567

 

 

أيها المسلمون: إنّ من أهمّ مقتضيات الوعي السياسي الانطلاقَ من العقيدة الإسلامية في الحكم على الأشياء والأفعال، فلا يَحِلُّ لمسلم أنْ يصدر حكماً على شيء أو فعل بعيداً عن العقيدة الإسلامية، فالأصل ألا يغيبَ عن بال المسلم أنّ حلّ الدولتين يعني اعترافاً بكيان يهود، وبأنّ له حقّاً في الأرض المباركة، وهذا حرام شرعاً، ففلسطين أرض إسلامية، لا يَحِلّ لمسلم أنْ يُفرّط في شبر منها.

 

===

 

تركستان الشّرقيّة

والإبادة الجماعية

 

 

لم يعد يخفى على أحد مساعي الحكومة الصّينيّة المجرمة في تركستان الشّرقيّة لمحو هويّة شعبها المسلم فتقمع النّساء وتقهرهنّ وتمنعهنّ من لباسهنّ وصلاتهنّ وتفصل الأطفال عن أهلهم لتغسل أدمغتهم وتغذّيهم بثقافتها الملحدة وتصرفهم عن الإسلام، بالإضافة إلى تعقيم القاصرات حتّى تحدّ من إنجابهنّ جيلا جديدا معتنقا للإسلام.

 

أنشأت الصّين معسكرات عدّة حتّى تعتقل كلّ مسلم وتقوم بتعذيبه وإجباره على التّخلّي عن دينه والارتداد عنه. معسكرات تغسل فيها أدمغتهم وتملؤها بحضارتها الشّيوعيّة الملحدة متعمّدة التّعتيم على ممارساتها القمعيّة هذه وسياساتها الوحشيّة التي تسعى من ورائها لإبادة شعب بأكمله. ورغم ذلك فقد فاحت رائحة أعمالها الشّنيعة تلك؛ فقد أكّدت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة مجدداً في تقريرها السّنويّ حول حالة حقوق الإنسان لعام 2024، الصّادر في 12 آب/أغسطس، أنّ الصّين تواصل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعيّة والجرائم ضدّ الإنسانيّة في تركستان الشّرقية. وحتّى تغطّي عفن سياساتها وجرائمها تعقد الصّين منتديات تسعى من ورائها إلى نفي ما يروّج عنها كمنتدى "تطوّر حقوق الإنسان في شينجيانغ"، وكانت كلّ المواضيع المطروحة محاولة لتبرير جرائمها ضدّ حقوق الإنسان في تركستان الشّرقيّة، وتجميل صورتها القبيحة أمام العالم من خلال فعاليّات وهميّة تهدف إلى التّغطية على الواقع القمعيّ وطمس الحقيقة وتبييض الانتهاكات التي ترتكبها بحقّ المسلمين الأويغور.

 

كما أنّه ولأعوام عدّة، تستمرّ الصّين في تنظيم معرض التّراث الثّقافيّ غير المادّيّ كجزء من سياستها لتجميل احتلالها لتركستان الشرقية وتعزيز سياسة التّأسيس القوميّ التي تمثّل أحد أركان جرائم الإبادة العرقيّة. تسعى الدّعاية الصّينيّة عبر هذا المعرض إلى التّرويج لفكرة أنّ تراث الشّعوب الأصليّة في تركستان الشّرقيّة، مثل الأويغور والكازاخ والقرغيز، هو جزء من الثّقافة الصّينيّة أو تشكّل تحت تأثيرها.

 

يا أمّة الإسلام: أين أنت ممّا يحدث لأبنائك في تركستان الشرقية؟! لماذا هذا الهوان وهذا الصّمت؟! أبناؤك يقاومون رغم ما يلاقونه من بطش وقهر، يحاربون بإيمان قويّ ثابت، أعزّاء رغم إذلال السّلطات الصّينيّة لهم. فماذا تنتظرين لنصرتهم؟!

 

يحارب هؤلاء الكفرة الظّالمون الإسلام متجسّدا في الأويغور يريدون القضاء عليه وإخراجه من صدورهم ولكنّهم ثابتون ويستنصرون إخوتهم في الدّين، فماذا أنتم فاعلون يا مسلمون؟

 

يا علماء المسلمين: إخوتكم في تركستان يعدمون حتّى لا يؤخذ عنهم الإسلام، فهم العلماء الذين ينشرون أحكامه ويوضّحونها. ولكنّ الصّين تسعى لإخراسهم فأين أنتم من نشر رسالتكم؟ هل تحدّثتم عن هذه الحرب التي تشنّها الصّين بصمت على المسلمين هناك فتكشفوها على المنابر وتعلموا عامّة النّاس بها؟ هل ناديتم جيوش المسلمين وحثثتموهم على الإسراع لوضع حدّ لهذه الإبادة وهذا التّطهير العرقيّ؟

 

أيّها المسلمون: يرانا الأعداء أمّة واحدة ويتعاملون معنا في كلّ بلاد الإسلام على أنّنا أعداء لهم، يحقّرون أبناءنا ويقتّلونهم ويسعون لإبادتنا جميعا، فمتى تتحرّكون ومتى تغلي الدّماء في عروقكم وتتيقّنون أنّها حرب وجود؟ متى تفقهون أنّ الحرب حرب بين حضارتين: حضارتنا الإسلاميّة أو حضارتهم الغربيّة؟

 

 

===

 

أصلوات من أجل جيش يهود وأسراهم

تقام في المغرب؟!

 

نقل عدد من المواقع الإلكترونية بتاريخ 21/09/2025، نقلا عن موقع كيكار هشبات العبري أن الاحتفال السنوي بذكرى الهيلولة للحاخام ربي حاييم بينتو، الذي نُظم بمدينة الصويرة هذا الأسبوع بحضور رسمي لمسؤولين مغاربة، وحضور مئات من أفراد الطائفة اليهودية القادمين من مختلف أنحاء العالم، شهد هذا العام صلواتٍ رفعها الحاخام من أجل جنود جيش يهود، ومن أجل عودة جميع الأسرى في غزة بسرعة وسلام.

 

وحسب الموقع نفسه فقد جرى تنظيم الاحتفال على مدى 4 أيام على يد الحفيد، الحاخام دافيد حنانيا بينتو، بحضور رئيس مكتب اتصال كيان يهود في الرباط يوسي بن دافيد وشخصيات سياسية مغربية بارزة، وممثلين عن الملك. كما حضر الحفل، إلى جانب بن دافيد، عامل إقليم الصويرة محمد رشيد، ورئيس المجلس العلمي المحلي محمد منكيط، وممثلو السلطات المحلية، وعدد من المنتخبين.

 

وقال الموقع، إن الحاخام بينتو، توجه، خلال المناسبة، بكلمات شكر خاصة إلى الملك محمد السادس، مباركاً جهوده في رعاية اليهود المغاربة، ومؤكداً أن اليهود يعيشون في ظل حكمه بأمانٍ ويشعرون بالراحة في جميع أنحاء المغرب.

الراية: هذا والله هو الخذلان، بل قمته ومنتهاه، أن يُدعى للمجرم القاتل الذي تقطر يداه من دماء المسلمين من عقر دار الإسلام وبحضور علية القوم ورئيس المجلس العلمي المحلي، أتراهم أمّنوا على دعائهم؟ أي علم وأي فقه وأي سياسة تبيح هذا؟!

 

إن قتلة الأنبياء لا أمان لهم منذ القدم، وجشعهم مما لا يغيب عن عاقل، ولو قدمت لهم إصبعاً قضموا يدك، ولو قدمت لهم يدك نزعوا ذراعك، فكيف يُؤمَنون؟ ومم يخاف النظام أصلاً حتى يهرع إلى هؤلاء المجرمين القتلة طلباً لرضاهم وحمايتهم؟ إن الشعوب عموماً مستعدة لحماية حكامها إذا لمست فيهم حباً وإخلاصاً وحرصاً على رعاية مصالحها، أفليس الأولى أن يتقرب حكام المغرب من شعبهم ويحسنوا إليه، وحينها سيتحول هذا الشعب الذي يخيفهم إلى الدرع الذي يحميهم ويتلقى الضربات عنهم بكل تفانٍ؟

 

 

===

 

هبوا يا أهل السودان لإفشال مخطط فصل دارفور

واستئصال شأفة العملاء والمنافقين

 

إن أمريكا التي فصلت جنوب السودان؛ تحت دعاوى السلام المزعوم، وبأيدي الحكام والمتمردين، وبمباركة السياسيين وبعض الإعلاميين وسكوت العلماء، تسعى اليوم بالسيناريو نفسه، لسلخ دارفور عن السودان؛ بتهيئة المسرح في دارفور؛ الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع إلا من الفاشر، التي تستميت لإسقاطها، وهي قد أسست لدولة بإعلانها حكومة موازية في مدينة نيالا؛ عاصمة ولاية جنوب دارفور، فهل تتركونها تفعل ذلك في بلدكم؟! والله سائلكم بعد أن طلب منكم أن تموتوا دون تحقيق الكافر المستعمر لهدفه.

 

يا أهل السودان: هبوا لإفشال المخطط، واستئصال شأفة العملاء والمنافقين، وتصحيح مسار حياتكم، فإن المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، وقد لُدِغنا من جحر أمريكا بفصلها لجنوب السودان، فهل نسمح لها بفصل دارفور؟! روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي ﷺ، أنه قال: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».

 

فقوموا أيها المسلمون لطاعة الله، بجعل قضية وحدة كيان الدولة قضية مصيرية، يتخذ تجاهها إجراء الحياة أو الموت، فعن عرفجة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ علَى رَجُلٍ وَاحِدٍ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ، فَاقْتُلُوهُ».

 

فهل نطيع حبيبنا محمداً ﷺ، أم نطيع أمريكا الكافرة المستعمرة؟! لا شك أننا نطيع الرسول ﷺ استجابة لأمر ربنا القائل سبحانه: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾. ويقول الله عز وجل: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾.

 

===

 

الرباعية والتآمر على السودان

 

(الشرق الأوسط، الخميس، 3 ربيع الآخر 1447هـ، 25/9/2025م) في تحرك هو الثاني بغضون أقل من أسبوعين، ناقش أعضاء "الرباعية الدولية" وقف إطلاق النار في السودان، خلال اجتماع وزاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ما أعاد التساؤلات حول فرص وضع حد للنزاع في السودان.

 

الراية: إن المتابع لملف السودان، والصراع الدولي المحتدم على أراضيه، يعلم تماماً أن هذه الحرب تديرها أمريكا لاجتثاث نفوذ الإنجليز، ولتمزيق السودان بفصل دارفور، وأن جميع الأعمال السياسية التي تقوم بها أمريكا، أو أدواتها في السودان، هي من أجل القضاء على أي عمل يعيد رجال الإنجليز إلى المشهد، لذلك فإن تحرك الرباعية في هذا التوقيت، جاء على خلفية تحرك رجال الإنجليز عبر مفوضية الاتحاد الأفريقي، لإعادة (صمود) إلى المشهد من جديد، حيث كشفت مصادر مطلعة بأن الاتحاد الأفريقي وجه الدعوة للقوى الوطنية المساندة للجيش السوداني، ولمجموعة (صمود)، لحضور اجتماعات الحوار السوداني-السوداني في السادس من تشرين الأول/أكتوبر المقبل بأديس أبابا، حيث ينشط رجال الإنجليز خاصة في مفوضية الاتحاد الأفريقي لإعادة تعويم (صمود)، وفي السياق نفسه التقى مفوض الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف يوم الجمعة 12/09/2025، في أبو ظبي بعبد الله حمدوك رئيس (صمود)، وقال قيادي بارز في تحالف صمود لسودان تربيون، إن لقاء حمدوك ويوسف "تناول دور الاتحاد الأفريقي في حل النزاع، والاتفاق على عملية سياسية ذات مصداقية بقيادة السودانيين تحت مظلة الاتحاد الأفريقي". لذلك تحركت أمريكا عبر الرباعية متبنية خارطة الطريق المؤرخة في 10/03/2025 التي قدمها مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة، الحارث إدريس إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وتسعى أمريكا لجعل بيان الرباعية، الذي هو خارطة الطريق التي قدمتها حكومة السودان نفسها، جعلها أساساً للتسوية بين الحكومة وبين قوات الدعم السريع، عندما تنضج طبختها تماما.

 

===

 

الأرض المباركة فلسطين

على موعد مع نصر القوي العزيز

 

أيها المسلمون: إن أهل الأرض المباركة بحول الله تعالى لا يضرهم من خذلهم، وهم على موعد مع نصر عزيز من الله القوي العزيز، وإن تحرير الأرض المباركة مرهون بتحرر الأمة الإسلامية من الأنظمة الجاثمة على صدرها، وسيبقى المسلمون في ضنك العيش ما لم ينفضوا عنهم غبار الذل، ويتحدوا الظالمين، ويخاطبوا أبناءهم وإخوتهم في الجيوش ليتحركوا من فورهم لإقامة الخلافة الراشدة التي هي وعد الله سبحانه وتعالى وبشرى رسوله ﷺ، وهذا هو نداء الله ورسوله ﷺ فيكم وهو ما يدعوكم إليه حزب التحرير، فانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.

 

ومن ظن أن السلامة في السكوت على الخنا فإنه واهم، فهذه الأنظمة المجرمة ستبقى تجرعكم صنوفاً من الإذلال، وتسربلكم بلباس الخوف والجوع والشقاء، فلا نجاة لكم في الدنيا والآخرة إلا إذا وصلتم ليلكم بنهاركم وأنتم تعملون لإسقاط الأنظمة المجرمة وإقامة دين الله في الأرض، ومن أبطأ عن هذا الخير فلا يلومن إلا نفسه عندما يقف بين يدي الله لا حجة له، وحسبكم في هذا ما أخرجه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تبارك وتعالى أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ ‌فَلَا ‌يَلُومَنَّ ‌إِلَّا ‌نَفْسَهُ».

 

===

 

لن يحرر بيت المقدس

إلا رجال أتقياء أنقياء

 

يا أمتنا يا خير أمة أخرجت للناس: لن يحرر المسجد الأقصى والأرض المباركة حكام الأردن أو مصر أو الحجاز أو تركيا أو باكستان، فهؤلاء قد مردوا على الخيانة، وإن ظنوا أنهم سيدفنون قضية الأرض المباركة فلسطين تحت ما يسمى "حل الدولتين"، فإنهم واهمون، ففلسطين هي درة تاريخ الإسلام منذ أن ربطها الله سبحانه وتعالى مع بيته الحرام برباط واحد حيث أسرى برسوله ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾.

 

ولهذا فهي لن تقبل القسمة يوما، لأن عقيدة الإسلام تأبى على أصحابها التفريط بها، وأما الحلول التي يسعى الاستعمار لفرضها، والأوضاع التي يريد تثبيتها، ويسوقها الحكام الخونة، فإن مصيرها إلى الزوال، وكيان يهود مصيره إلى السحق، لتعود فلسطين خالصةً نقيةً إلى ديار الإسلام، وما أمر الصليبيين عنا ببعيد، ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾.

 

===

 

قاتل الله القومية والوطنية

التي زرعت الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة

 

قاتل الله القومية والوطنية التي زرعت الفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية، هذه الأمة التي قال فيها رسول الله ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى». وقال أيضا ﷺ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا». تكلم هنا عن كل المسلمين باختلاف جنسياتهم وأعراقهم وألوانهم ومواطنهم ولم يخصص منطقة أو بلداً أو لوناً، فما جمعه الإسلام لماذا نفرّقه نحن؟! ولماذا البكاء والعويل والحزن فقط في مكان واحد ولا نرى ذلك في المجازر التي تحدث في كل مكان ضد المسلمين؟! حتى الإعلام يتناول أي قضية من هذه القضايا حسب ما يخدم أجندته وأهدافه في ظل صراع مصالح الدول الغربية والتي هي أبعد ما تكون عن نصرة الإسلام والمسلمين.

 

إن دم المسلمين في سوريا وفلسطين وبورما وأفريقيا الوسطى وأوزبيكستان وكشمير والصين والهند كله واحد، وكما انتصر المسلمون لصرخة امرأة أو استغاثة رجل في بقاع مختلفة من العالم بغض النظر عن جنسيته أو لونه أو عرقه أيام كانت لهم دولة واحدة ترعاهم وتدافع عنهم، فسينتصرون لهؤلاء المستضعفين ويدافعون عنهم وينتقمون ممن ظلمهم عندما تعود هذه الدولة الواحدة الموحّدة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. هذه الدولة التي ستطبق حديث رسولنا ﷺ: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ».

 

         ===

 

حبل النجاة الوحيد للبلاد الإسلامية

 

إن الإسلام سينهي كل حروب القومية والقبلية والطائفية التي أجّجها المستعمرون في بلادنا لتحقيق أهدافهم الاستعمارية، فكل الحروب الدائرة الحالية في بلادنا، هي فقط لمصلحة الغرب الكافر، رغم تحذير رسول الله ﷺ، روى الأحنف بن قيس، قال: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقُولُ: «إذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ كَان حَرِيصاً عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ». (رواه البخاري)

 

فإنّ استئناف الحياة الإسلامية، كما جسّدها رسول الله ﷺ، وكما ثبت عبر التاريخ الإسلامي، هو حبل النجاة الوحيد للبلاد الإسلامية جميعا. الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة هي وحدها التي ستكسر جميع قيود الاستعمار الغربي وتقتلع أدواته من بلادنا. إنّ تطبيق الإسلام ونشره في العالم هو حبل النجاة الذي يقدمه لكم حزب التحرير دون مقابل. ستجدون جميع الحلول لجميع الأزمات والمشاكل التي نشأت نتيجة عقود من العيش تحت سيطرة الحضارة الغربية، في دستور دولة الخلافة الذي أعده حزب التحرير.

 

فخذوا حبل النجاة هذا كما هو من عند الله رب العالمين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْييكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

===

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.