Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

Al Raya sahafa

 

2025-09-17

 

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 565

 

 

 

إن المشكلة هي أن هذه الأمة التي تناهز المليارين جسم بلا رأس، فالخلافة التي تجمعها ليست قائمة والخليفة الذي يرعى شئونها ويقاتل من ورائه ويتقى به غير موجود! ومع ذلك فالخلافة عائدة بإذن الله بوعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ، ولكن سنة الله اقتضت بأن لا ينزل ملائكة من السماء يقيمون لنا الخلافة والأمة قاعدة لا تعمل لإقامتها، بل ينزل الله الملائكة تساعدنا ونحن نعمل.. وإن حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله يدعو الأمة للعمل معه لإقامتها، وعندها يعز الإسلام والمسلمون ويذل الكفر والكافرون.

 

 

===

 

فلسطين درة

في تاريخ المسلمين

 

إن فلسطين درة في تاريخ المسلمين منذ أن ربطها الله سبحانه مع بيته الحرام برباط واحد حيث أسرى برسوله ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾، فجعلها أرضاً طيبةً مباركةً. وقد شد قلوب المسلمين إلى حاضرة فلسطين (بيت المقدس) بأن جعلها قبلتهم الأولى قبل أن يولي الله المسلمين قبلتهم الثانية (الكعبة المشرفة) بعد الهجرة بستة عشر شهراً. كان ذلك قبل أن تصبح فلسطين تحت سلطان الإسلام عندما فتحها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 15 للهجرة، وتسلمها من سفرونيوس وأعطاه عهدته المشهورة (العهدة العمرية) التي كان من نصوصها، بناءً على طلب النصارى فيها، (أن لا يساكنهم فيها يهود).. ثم كانت فلسطين مقبرةً للصليبيين، والتتار.. فيها كانت معارك فاصلة مع الصليبيين والتتار: حطين (583هـ-1187م)، وعين جالوت (658هـ-1260م)، وستتبعها بإذن الله معارك فاصلة أخرى مع يهود لإعادة فلسطين خالصةً نقيةً إلى ديار الإسلام.

 

إن استمرار كيان يهود في فلسطين حتى اليوم ليس لقوة فيهم فهم ليسوا أهل قتال ونصر بل كما قال الله سبحانه: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾، وإنما بقاؤهم لتخاذل الحكام في بلاد المسلمين، فمصيبة المسلمين في حكامهم فهم موالون للكفار المستعمرين أعداء الإسلام والمسلمين.. يرون ويسمعون احتلال يهود لفلسطين وجرائمهم الوحشية ومجازرهم المتنوعة ومع ذلك فكأنهم لا يرون ولا يسمعون ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾! لقد منعوا الجيوش من نصرة إخوانهم في غزة هاشم حتى اليوم، والشهداء يتضاعفون والجرحى يتزايدون.. والحكام يرقبون ما يجري، وأمثلهم طريقة من يعدّ الشهداء تحت مسمى القتلى ثم يعدّ الجرحى كأنه طرف محايد بل إلى يهود أقرب! إنهم يجعلون "الكرسي" فوق بلدهم وشعبهم! ومع ذلك فإن هذه الأمة هي خير أمة أخرجت للناس فلن تسكت بإذن الله طويلاً على هذا الحكم الجبري من قبل هؤلاء الرويبضات، فقد بشرنا رسول الله ﷺ بعودة الخلافة الراشدة بعد هذا الملك الجبري كما جاء في مسند الإمام أحمد والطيالسي عن حذيفة بن اليمان: «... ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ». وعندها يعز المسلمون ويذل الكافرون ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

والغريب العجيب أن الكفار وخاصة يهود يدركون ذلك فوق ما يدركه كثير من مسلمي اليوم.. فاليهود يدركون أن في الخلافة هلاكهم فقد قال رئيس وزراء كيانهم في مؤتمر صحفي بثته وسائل الإعلام مباشرة ومنها الجزيرة يوم 21/4/2025: ("لن نسمح بإقامة خلافة على شاطئ البحر المتوسط". وأضاف "ولن نقبل بوجود دولة الخلافة هنا أو في لبنان ونعمل على ضمان أمن إسرائيل").. ولكنها ستقوم بإذن الله، رغم أنفهم وتزيلهم من هذه الأرض الطاهرة، خاصة وأن حزب التحرير، الحزب المخلص لله سبحانه الصادق مع رسول الله ﷺ هو الذي يقود العمل لإقامة الخلافة برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهم مطمئنون بنصر الله: ﴿وَاللّٰهُ غَالِبٌ عَلَى أَمرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 

 

===

 

جرأة كيان يهود

على المسلمين وبلادهم

 

إن استهداف يهود للمسلمين وبلادهم في قطر وسوريا ولبنان وإيران واليمن ومن قبل وبعد في فلسطين وغزتها المنكوبة، ما كان ليكون لولا غياب حكم الإسلام، واتخاذ حكامهم الشرعة الدولية ممثلة بالأمم المتحدة ومجلس أمنها، ومن يقف وراءها قِبْلَةً لهم، وستبقى هذه هي حال المسلمين، حتى يعودوا إلى رشدهم، ويضعوا الإسلام موضع التطبيق في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي توحد بلادهم، وتقتلع كيان يهود من جذوره.

 

إن الله أعزنا بالإسلام وأكرمنا به وأنزل لنا شريعة تحل جميع مشاكل العالم وتبين له طريق الهدى، فكيف نستبدل بها شرعة بشرية ظالمة صاغ قواعدها الكفار المستعمرون؟! إن العالم اليوم يرمينا عن قوس واحدة فيجب علينا أن نلتفت لما قاله ربنا ونطبق الإسلام شاملاً كاملاً غير منقوص ونقود جحافل الأمة نحو تحرير بلاد المسلمين والبشرية جمعاء من ظلم الرأسمالية. وإننا في حزب التحرير مستمرون في عملنا في توعية الأمة وطلب النصرة من أهل القوة والمنعة وحمل المشروع الإسلامي الخالص إلى أن يكرمنا الله بالنصر والفتح بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وندعوكم إلى العمل معنا لإقامة هذا الفرض العظيم.

 

 

===

 

وفد من حزب التحرير/ ولاية السودان

يلتقي رئيس هيئة العلماء بولاية النيل الأبيض

 

التقى يوم الاثنين 8/9/2025م، بحاضرة النيل الأبيض؛ مدينة ربك، وفد من حزب التحرير/ ولاية السودان، بالشيخ العلامة عبد الله النور توتو، إمام وخطيب مسجد عسلاية الكبير، ورئيس هيئة علماء السودان فرعية النيل الأبيض بمنزله بحي عسلاية. وكان الوفد بإمارة الدكتور أحمد محمد، عضو حزب التحرير يرافقه الأساتذة، فيصل مدني، وعبد المجيد عثمان أبو هاجر، والزين عبد الرحمن؛ أعضاء حزب التحرير، حيث كان اللقاء في إطار حملة حزب التحرير لمنع انفصال دارفور.

 

تحدث أمير الوفد الدكتور أحمد عن أن الزيارة تجيء في إطار الحملة التي أطلقها الحزب لمنع انفصال دارفور، مبيناً المخطط الأمريكي الساعي لفصل دارفور، عبر مخطط حدود الدم، بتمزيق الممزق، وكيف أن المخطط يسير في طريق الانفصال كما فصل الجنوب، ومبينا أن المؤمن لا يلدغ من الجحر نفسه مرتين، فلا نسمح بفصل دارفور كما فصل الجنوب بحق تقرير المصير. وشدد أمير الوفد على أهمية وحدة الأمة وأنها من القضايا المصيرية، وأن الأمة لا يمكن أن تقوم بمنع مشاريع الكافر إلا عبر إقامة الخلافة التي توحدها.

 

وقد أفصح الشيخ وأبان، بعد شكره للحزب، قائلاً: إن زيارة في هذا الأمر المتعلق بالأمة الإسلامية ووحدتها، لا تكفيه هذه الساعات، وقال: إن الغرب يكيد للأمة ويحوك المؤامرات ليل نهار، وقال صراحة: ما هو المطلوب مني تحديداً؟ فقلنا له: العمل لتوعية الناس لإفشال المخطط الرامي لفصل دارفور، وأن على الناس أن تعلم ألا طريق إلا بوحدة الأمة بإقامة الخلافة الراشدة.

 

وختم الشيخ حديثه بشكره شباب الحزب، وقال: إنه لأول مرة يلتقي فيها شباباً من حزب التحرير في زيارة له، غير أنه قرأ عنه، وسجل له زيارة في معرض كتاب في العام 2012م. متعهداً بأن ما تبقى من عمره سيكون في خدمة مشروع وحدة الأمة إن شاء الله، وقال: "العهد هو مع الله".

 

 

===

 

زيارة وفد حزب التحرير/ ولاية لبنان

إلى مفتي صيدا وأقضيتها

 

في إطار التواصل مع الفعاليات السياسية والمجتمعية والإسلامية في صيدا، قام وفد من حزب التحرير في ولاية لبنان برئاسة الحاج علي أصلان عضو لجنة الاتصالات المركزية، والمهندس بلال زيدان عضو لجنة الفعاليات، والحاج حسن نحاس مسؤول مركز صيدا، بزيارة سماحة مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان.

 

وقد تمحورت الزيارة حول عدة مواضيع، منها محاولة تغيير الهوية الإسلامية لمدينة صيدا، وقضية الموقوفين الإسلاميين، وموضوع الجندرة، والديانة الإبراهيمية.

 

جرى خلال الزيارة نقاش مستفيض حول هذه القضايا، حيث تم تبادل وجهات النظر حول تأثيرات هذه المواضيع على المجتمع المحلي لمدينة صيدا.

 

وتم التوافق على ضرورة الحفاظ على الهوية الإسلامية لصيدا، ودعم قضية الموقوفين الإسلاميين، كما تم التأكيد على أهمية التصدي لمبادرات مثل الجندرة والديانة الإبراهيمية التي تؤثر على القيم المجتمعية والأسرية.

 

تأتي هذه الزيارة في إطار جهود حزب التحرير في ولاية لبنان للحفاظ على القيم الإسلامية في المجتمع، وتعزيز التواصل مع الفعاليات الصيداوية.

 

===

 

وصفة البنك الدولي لواحات تونس

إدارة الأزمة أم إدارة التبعية؟!

 

حذر البنك الدولي في تقرير حديث أعده بالشراكة مع مؤسسات بحثية تونسية من مخاطر جسيمة تهدد واحات تونس نتيجة الاستغلال المفرط للمياه الجوفية والتغيرات المناخية وضعف الحوكمة. وسلط التقرير الضوء على الأهمية البيئية والاقتصادية لهذه الواحات باعتبارها "جواهر طبيعية" و"خزانات للتنوع البيولوجي".

 

كما شدد التقرير على أن مستقبل الواحات لا يتوقف فقط على التمويل والتقنيات الحديثة، بل على إصلاح منظومة الحوكمة، مشيراً إلى معاناة الواحات من تداخل الصلاحيات بين الوزارات والمجالس المحلية وجمعيات المستخدمين، في غياب التنسيق الفعال.

 

ودعا التقرير إلى إعداد خطط تنمية متكاملة لإدارة الواحات، وتحديث القوانين لتلائم خصوصياتها، مع إمكانية إدراجها ضمن قائمة محميات "اليونسكو" الحيوية.

 

الراية: التاريخ يشهد أن إملاءات البنك الدولي لم تجلب لتونس إلا المزيد من البؤس والتبعية، من تجربة التعاضد في الستينات إلى المنوال الاقتصادي القائم على السياحة والخدمات إلى برامج التعديل الهيكلي في الثمانينات وآثاره الكارثية.

 

إن الحلّ الحقيقي يكمن في التحرر من هذه المقاربات الفاشلة واعتماد رؤية استراتيجية تقوم على التكامل الإقليمي بين دول المنطقة والاستفادة من الثروات الطبيعية ضمن أحكام الإسلام العظيم التي تدعو إلى إحياء الأرض والمحافظة على الثروات ومن أهمها المياه، وتدعو كذلك لوحدة المسلمين وانصهارهم كالبنيان الذي يشدّ بعضه بعضا، حتى نتمكن من إنقاذ واحاتنا وسائر ثرواتنا وتحويلها من مراكز للتبعية إلى نماذج للتنمية والسيادة والنجاح.

 

 

===

 

لن تنجو حضارة همجية

قائمة على قهر الشعوب واستعبادها

 

إن استعباد الحضارة الغربية للشعوب المقهورة التي لا تملك من أمرها شيئاً، والتي تعيش في خنادق الحاجة، جعل منها آلة تلتهم الإنسان، وتقايض دمه بالنفط، وكرامته بالأسهم!

 

فهل تنجو حضارة أُسِّست على قهر الشعوب واستعبادها؟ إن التاريخ علمنا أنّ الطغيان لا يملك إلا مهلة، وأنّ الباطل وإن تجمّل فإنّه يحمل في داخله بذور فنائه.

 

وكما سقطت الحضارات السابقة، فستسقط هذه الحضارة الخبيثة، وسينهض من بين ركامها إنسان جديد، لا تُقاس قيمته بما في جيبه، بل بما حباه الله وكرّمه به من نِعم. وستُرفع رايات الكرامة فوق أنقاض أسواقهم السوداء، ويسود نظام الإسلام؛ لينقذ البشريّة المعذّبة من جبروت الرأسماليّة القذرة، وليبثّ العدل والخير في ربوع المعمورة.

 

هذا النظام الذي جعل الزكاة حقّاً يُؤخذ لا فضلاً يُعطى، ومن الربا جريمة، ومن العدل أساساً. وإن شاء الله سيعود بمنهجه ليقيم القسط، وينقذ المستضعفين، ويسعد البشريّة جمعاء، ويحرّر الإنسان من عبوديّة العباد إلى عبوديّة ربّ العباد، وما ذلك على الله بعزيز: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾.

 

===

 

واجب الأمة نشر الإسلام بالدعوة والجهاد

حتى يسود على سائر الأديان

 

إنّ مهمة إظهار الدين ليست محصورة بحدود، ولا يمكن تحديدها ضمن النظام الدولي العلماني. لقد جاء الإسلام ليكون مرجعاً عالمياً. ومن واجب الأمة نشره بالدعوة والجهاد، حتى يسود على سائر الأديان. ومع ذلك، فمنذ القرن التاسع عشر فصاعداً - وخاصةً بعد هدم الخلافة - ومع انتشار نظام الدولة القومية وتبني سياسات دفاعية، جُرِّدت الأمة الإسلامية من روح المبادرة الهجومية. في هذه الأثناء، واصل المستعمرون غزوها تحت شعارات السلام والاستقرار فاحتلوا بلادها، وكما نشهد اليوم في غزة التي ذبحوا أبناءها أمام أعين العالم. ومع ذلك، فإن حكام المسلمين يقتصرون على حراسة الحدود الوطنية واحترام المعاهدات التقييدية. مقيّدون بسياسات دفاعية قومية، اختاروا الصّمت، واستعانوا بالمفاهيم السياسية الغربية، فأعادوا صياغة هذه السلبية والتراجع على أنها حكمة ومصلحة وحنكة سياسية!

 

يسعى الغرب الآن مجدداً لتحقيق أهدافه الاستعمارية تحت راية الحرب الهجومية. فهل الأمة الإسلامية مستعدة لتجاوز الحدود، والسعي لإغاثة المظلومين، وإعادة الجهاد - ليس فقط دفاعاً عن النفس ضدّ الاحتلال، بل بمفهومه الأوسع كمنهج للسياسة الخارجية - إلى جدول الأعمال؟

 

لذا، يجب علينا التخلي عن السياسات الدفاعية "المتوازنة" التي تركّز على الاقتصاد، وإحياء المسار الصحيح بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي وحدها التي تقيم سياستها الخارجية على الدّعوة والجهاد؛ ليعمّ الإسلام الأرض وتزول الفتنة، ﴿وَقاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكونَ فِتْنَةٌ وَيَكونَ الدِّينُ كُلَّهُ لِلَّهِ﴾.

 

 

===

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.