Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

 2025-08-13

جريدة الراية: لا تخذلوا غزة أيها المسلمون

 

آهٍ على الخذلان، فألمه يفطر القلب، وهو أشد على النفس من ألم الجوع والسجن وضرب السياط. وأهل الأرض المباركة ومنهم أهل غزة هاشم، يستنصرون أمة الإسلام لنصرتهم وتحريرهم، لأن أخوّة الإسلام توجب على المسلمين نصرة المستضعفين منهم، قال رسول الله ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا ‌يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَا هُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» رواه مسلم، فتقوى الله التي في صدور المؤمنين توجب عليهم بذل الوسع في نصرة إخوتهم وتحرير المسجد الأقصى مسرى رسول الله ﷺ، وإزالة كل العقبات التي تحول دون نصرتهم لإخوتهم.

 

ولكن أنَّى للمسلمين أن ينصروا إخوتهم وحدود سايكس بيكو تفرقهم؟

 

أنَّى للمسلمين أن يغيثوا أهل غزة وحكامهم يتآمرون عليهم مع عدوهم في تجويعهم وقتلهم ودفعهم للاستسلام؟

 

أنَّى للمسلمين أن ينصروا إخوتهم وأجهزة المخابرات تحصي عليهم أنفاسهم وتلاحقهم على كلمات يعبرون بها عن غضبهم؟ ويترصدون مواقع التواصل والمساجد حماية للعروش العميلة الخائنة؟!

 

أنَّى للمسلمين أن ينصروا دينهم وعلماء السلاطين يدورون في فلك الحكام العملاء يزينون لهم باطلهم؟!

 

أيها المسلمون:

 

إن حالنا في غزة ليس بعيداً عن حال إخوتنا في السودان، ولا يختلف عما أصاب أهلنا في الشام أو إخوتنا في تركستان الشرقية أو بورما أو الصومال أو البوسنة،...الخ. فألم الخذلان يتنقل في بلاد المسلمين بلداً بلداً، وأعداء الإسلام يفتكون بأمتنا في كل مكان، والجريمة الكبرى تكمن في الحكام العملاء الذين يتواطؤون مع الأعداء.

 

إن الأمة اليوم وصلت إلى حالة من الوعي على أنها أمة واحدة، بدينها وفكرها وشعورها، وأنها جسد واحد يدمي جرح غزة أهل الحجاز ويتألم لمصابها أهل اليمن، ويتأوه لآهاتها أهل مصر، إلا أن أهل الحجاز ومصر والسودان وباكستان وتركيا وسائر بلاد المسلمين قد حبسوا بالحدود والسدود والأوطان ككيانات منفصلة عن أهل غزة، والحال أن القلب والعقل والجنان يتشوقون ويتحرقون لنصرة إخوانهم، واليد التي تبطش والقدم التي تمشي حبسها حابس الحكام والحدود.

إن المسلمين يتأكد لهم يوماً بعد يوم أن هؤلاء الحكام ما هم إلا أدوات بيد اليهود والأمريكان لتخذيل المسلمين عن نصرة إخوتهم، ولولا هؤلاء العملاء لانطلقت الملايين إلى بيت المقدس هادرة بالتكبير لتصلي صلاة النصر في المسجد الأقصى.

 

فالأمة الإسلامية ليست ضعيفة ولا عاجزة عن نصرة غزة، أو نصرة المستضعفين من المسلمين، ومن يصورها كذلك هم المنافقون وحكام الطاغوت الذين يُشعرون المسلمين بالعجز والضعف، ويرهنون دماءهم ومقدساتهم وأعراضهم لأمريكا والمؤسسات الدولية.

 

إن أهل غزة يستنصرون الأمة الإسلامية وجيوشها لنجدتهم وتحريرهم من يهود، أما الحكام فيناشدون أمريكا والمؤسسات الدولية لفك الحصار وإدخال المساعدات! وهذا يدل ويؤكد على أنهم لا يعتبرون قضية أهل غزة قضيتهم، فالذي يقرر مصير غزة هو أمريكا ويهود، أما الدور المنوط بهم فهو إبقاء شعوب المسلمين مقهورة تحت ضغط أجهزة المخابرات والقمع حتى يتسنى لأمريكا ويهود تنفيذ مشاريعهم في بلاد المسلمين.

 

أيها المسلمون:

 

إن الخروج إلى الشوارع والنزول إلى الميادين نصرة لأهل غزة واجب، ولكنه ليس لمجرد التعبير عن التضامن أو التنفيس عن الغضب ثم العودة إلى البيوت، بل المطلوب منكم هو استنفار جيوش المسلمين، ودعوتها لخلع الأنظمة التي تحول بينكم وبين نصرة إخوتكم.

 

انزلوا إلى الميادين لتحريض الجيوش على الجهاد في سبيل الله وإزالة الحدود التي رسمها الاستعمار.

 

نريد نزولاً إلى الميادين دون العودة منها حتى تتحطم العروش وتستجيب الجيوش فلا نأكل حتى يأكل أهل غزة، ولا ننام حتى يطمئن أهل الأرض المباركة، نريد طوفاناً يجتث زمر الخيانة، ويزيل من أمامه كل العوائق والحواجز التي تحول بين الأمة الإسلامية ووحدتها وإقامة دينها والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته وجعل كلمة الذين كفروا هي السفلى وكلمة الله هي العليا.

 

أيها المسلمون:

 

إنكم قادرون على هذا الخير وإنكم أهل له بل له وجدتم، فانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، وانزعوا مهابة الحكام العملاء من صدوركم، ولا تهولنكم قوة أمريكا وغطرستها فإن قوة الله تعالى أعظم، والله أشد بأساً وأشد تنكيلا، فالمؤمن يتوكل على الله حق التوكل وكفى بالله وكيلا، وإن أهل الأرض المباركة بعون الله وتوفيقه سيبقون ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ‌ظَاهِرِينَ ‌عَلَى ‌الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» رواه مسلم، وإننا مطمئنون لنصر الله القوي العزيز، وإنا ندعوكم للصدق مع الله في نصرة دينكم وإخوتكم، لتنالوا شرف تحرير الأرض المباركة، وهذا الفضل العظيم وهذه المكرمة لا ينالها إلا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فاصدقوا الله يصدقكم، وحسبكم في هذا قول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

 

اللهم اشرح صدور المسلمين لطاعتك ونصرة دينك، واجعل لنا من لدنك سلطاناً نصيراً.

 

بقلم: الأستاذ عبد الله زيد

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.