Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

Al Raya sahafa

 

2025-04-16

 

جريدة الراية: بريطانيا تنظم مؤتمراً حول السودان

دون توجيه دعوة لحكومته

 

 

 

أورد موقع سودان تربيون في 18 آذار/مارس 2025م أن الاتحاد الأوروبي قال إنه وبريطانيا ودولاً أخرى، يعتزمون تنظيم مؤتمر رفيع المستوى حول أزمة السودان، في لندن. ويثير ضعف تمويل خطة الاستجابة الإنسانية، التي تستهدف جمع 4.2 مليار دولار لمساعدة 20.9 مليون سوداني من أشد الفئات ضعفاً، مخاوف من انهيار العمل الإنساني رغم اتساع نطاق أزمة الجوع. وقالت المديرية العامة للحماية المدنية الأوروبية، وعمليات المساعدات الإنسانية، في بيان إن "الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا يستضيفون مؤتمراً رفيع المستوى حول أزمة السودان". وأشارت إلى أن المؤتمر سيعقد في 15 نيسان/أبريل الجاري. وذكرت أن المنتدى المقترح يهدف إلى البحث عن توفير ممرات آمنة للعاملين في المجال الإنساني، والإمدادات، والمدنيين، عبر خطوط التماس أو الخطوط الأمامية، وحماية البنية التحتية، ورفع العوائق البيروقراطية، والحصول على التزامات لتوفير خدمات الحماية. وأشارت إلى أن المشاركين أكدوا التزامهم الجماعي بتلبية الاحتياجات الإنسانية للسودانيين، كما حثوا أطراف النزاع على حماية المدنيين، والبنية التحتية المدنية، والمرافق الطبية، وعدم منع وصول الإغاثة إلى المحتاجين، وحظر العنف الجنسي، والعنف القائم على النوع البيولوجي. وطالب الاجتماع بوقف الأعمال العدائية واحترام الالتزامات الواردة في إعلان جدة، الذي وقعه الجيش وقوات الدعم السريع في 11 أيار/مايو 2023. ويحتاج 30.4 مليون سوداني، أي حوالي 64% من السكان إلى مساعدات إنسانية، في ظل ارتفاع البطالة وانعدام العمل.

 

إن أوروبا لا تمل من عقد مثل هذه المؤتمرات، باعتبارها إحدى الوسائل الاستعمارية لتثبيت نفوذها، أو تحقيق مصالحها، كأن يكون لها موطئ قدم في السودان، فقد استضاف الاتحاد الأوروبي يوم 13 آذار/مارس الماضي الاجتماع الثالث لكبار المسؤولين الإنسانيين بشأن السودان، وشارك فيه المانحون، ووكالات الأمم المتحدة، والصليب الأحمر، والمنظمات غير الحكومية الدولية، وفرق الاستجابة المحلية، وكذلك مؤتمراً في نيسان/أبريل 2024م.

 

فقد أورد موقع الدبلوماسية الفرنسية في نيسان/أبريل 2024م، أن كلاً من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، نظمت مؤتمراً إنسانياً دولياً من أجل السودان، والبلاد المجاورة، في باريس، بعد مرور عام على اندلاع النزاع في السودان. وتندرج صيغة "فريق أوروبا" المنقطعة النظير هذه في مسار المؤتمرين اللذين نظمتهما ألمانيا عام 2020 وفرنسا عام 2021 سعياً منهما إلى دعم المرحلة الانتقالية في السودان، ومؤتمر إعلان التبرعات من أجل السودان، الذي نُظم في جنيف حزيران/يونيو 2023م، والاجتماعين الرفيعي المستوى.

 

جمع هذا المؤتمر وزراء وممثلين عن 58 دولةً، تشمل البلاد المجاورة، وبلاد المنطقة، وجهات مانحة، وممثلين عن منظمات إقليمية، على غرار الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، وجامعة الدول العربية، والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، وقادة عدة برامج ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة وممثلين عنها، لا سيما مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمنظمة الدولية للهجرة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وشاركت في المؤتمر كذلك رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وممثلين عن البنك وصندوق النقد الدوليين، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، وقرابة خمسين منظمةً غير حكومية دولية وسودانية. واجتمع المشاركون بغية تحقيق أهداف مشتركة وهي دعوة طرفي النزاع في السودان إلى إنهاء القتال، والامتثال للقانون الدولي الإنساني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

 

إن أوروبا، ولا سيما بريطانيا، تحاول أن تعيد نفوذها إلى السودان بعد أن تفردت أمريكا بفرض هيبتها في السودان، وصارت كل مفاتيح اللعبة بيدها، وهي، أي أوروبا، لا تيأس من ذلك، فهي تعلم أن الملف السوداني بأكمله في يد أمريكا التي أشعلت هذه الحرب، وهي من تستطيع إيقافها عبر عملائها الجنرالين، عبد الفتاح البرهان، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي)، وما هذه الاجتماعات الأوروبية، والتصريحات، والنداءات (الإنسانية) إلا محاولة لاقتحام المشهد السياسي، وتسجيل حضور. فأوروبا صاحبة سجل إجرامي كبير، ولا علاقة لها بالإنسانية، وهذه دموع تماسيح تذرفها من حين لآخر.

 

والتصريحات التي تطلقها بخصوص ممرات آمنة، لتمرير الإغاثة إلى المتضررين، وجمع أموال لمساعدة أهل السودان، وحديثها عن الأوضاع المأساوية والبطالة والإعمار، ما هي إلا محاولات مستميتة للدخول في اللعبة، بعد أن أقصتها أمريكا بهذه الحرب  التي افتعلتها.

 

وإنه من المؤسف حقاً، أن يصبح بلد مثل السودان، حلبة للصراع الأمريكي الأوروبي، والأشد أسفا أن كل هذا يتم عبر عملاء من بني جلدتنا، سلموا رقابهم ورقاب أهل البلد للمستعمر، يعيث في البلاد الفساد والخراب، ومثال ذلك هذه الحرب العبثية القذرة التي راح فيها آلاف الضحايا، الذين ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل، حرب مورست فيها كل الجرائم؛ من قتل، واغتصاب، وتشريد، ونهب ودمار للممتلكات.

 

ما كان هذا ليحدث لولا وجود حكام عملاء، خاضعين خانعين لأسيادهم، فتحوا البلاد على مصراعيها لتكون ساحة لصراعاتهم. ولا خلاص ولا فكاك لأهل السودان من ذلك، إلا بالرجوع لأحكام الإسلام، ومبايعة خليفة يسير في الرعية بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ويقود الأمة ويعيدها إلى سابق مجدها. ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ﴾.

 

 

بقلم: الأستاذ عبد الخالق عبدون علي

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.