الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

ما وراء اللقاء بين قادة بعض المكونات التي تدعي تمثيل جنوب اليمن؟

 

ناقش لقاء ضم قيادتي ما يسمى بالائتلاف الوطني الجنوبي والمجلس الأعلى للحراك الثوري، يوم الخميس 6 أيار/مايو، الجهود المشتركة "لتوحيد الرؤى حول القضايا التي تخص القضية الجنوبية وفي إطار اللقاءات الوطنية الجنوبية لإيجاد قواسم مشتركة لعمل موحد يصب في صالح النضال الجنوبي" على حد قولهم.

 

وذكر موقع مأرب برس "... اتفق الشيخ أحمد العيسي رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي والأستاذ فؤاد راشد رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري على أنه آن الأوان لوحدة وطنية جنوبية لا تستثني أحدا وفق القواسم المتاحة، وذلك بما يعزز التقارب نحو عمل وطني موحد، وناقش الائتلاف الوطني والمجلس الثوري سبل المضي في إجراء الاتصالات واللقاءات بما يفضي إلى إيجاد مظلة جامعة لكل الجنوبيين". (موقع مأرب برس 2021/5/7).

 

وللعلم فإن المكونات الداعية لانفصال اليمن منها ما هي جادة في الدعوة للانفصال ومنها من تركب الموجة لتفويت الفرصة على الطرف الآخر، والملاحظ تزايد عددها كل يوم، وهذا ليس لأجل سواد عيون أهلنا في جنوب اليمن بل هو للمتاجرة في مظلوميتهم واستجابة لأوامر أمريكا أو بريطانيا.

 

وإذا عرجنا قليلا على تاريخ هذه المكونات المرتزقة التي بدأت في 2007م بتأسيس جمعية للمتقاعدين العسكريين المسرّحين من عملهم إبان حكم الهالك علي صالح عميل الإنجليز، فكانت جمعية ذات مطالب متعلقة بالاضطهاد والملاحقة والحرمان من الحقوق، ومع استمرار تلك المظالم فقد تسربت النزعة الانفصالية لقدامى العسكريين المنخرطين في تلك الجمعية، فصارت بذلك بؤرةً انفصالية ونواةً لتجمع الانفصاليين الذين اكتسبت تحركاتهم ما بات يعرف اليوم بالحراك الجنوبي الذي أعلن عن نفسه رسمياً جنوبي اليمن سنة 2007، هذا بالإضافة إلى حركات أخرى أقل أهمية وأدنى فاعلية لن نركز عليها، فاستغلت أمريكا هذا الوضع في الجنوب حتى يكون لها موطئ قدم جنوبي اليمن للنفاذ إلى حكم اليمن الذي كان تحت حكم عملاء بريطانيا، ثم شكل باعوم عميل أمريكا الذي كان يتلقى الدعم عبر إيران المجلس الأعلى للحراك الجنوبي وأصبح رئيساً له "يمثل المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب الفصيل الرئيسي للحراك الجنوبي الذي يضم أيضا فصائل من بينها الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب، والمجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب، والتجمع الديمقراطي الجنوبي، واتحاد شباب وطلاب الجنوب... وتعتبر محافظة الضالع إحدى أكثر مناطق الحراك سخونة ونشاطا..." (الجزيرة نت. 2011/3/3) هذا هو تاريخ المجلس الأعلى للحراك الثوري.

 

أما الائتلاف الوطني الجنوبي فقد تأسس عام 2019م حيث كانت أعمال المؤتمر العام الأول للائتلاف في الـ27 من نيسان/أبريل 2019م واختار الائتلاف أحمد صالح العيسى رئيساً له وهو رجل أعمال، وهو عضو قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، أبرز الأحزاب السياسية في الساحة اليمنية، الحزب الحاكم سابقاً، وهو عضو اللجنة الدائمة للحزب بمعنى أنه يمثل ركائز الوسط الاقتصادي للإنجليز. وبالتالي تكون الصورة قد اتضحت الآن حيث إن المجلس الأعلى للحراك الجنوبي أمريكي الولاء، بينما الائتلاف الجنوبي بريطاني الهوى، وما يثبت أكثر اختلاف وعمالات هذين المكونين هو نظرتهما للقضية الجنوبية؛ فالائتلاف ينظر للقضية من زاوية الدولة الاتحادية (الأقاليم) التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في 2013م؛ فقد ذكر في موقعة على الإنترنت "دعم الشرعية وتأييد التحالف العربي الداعم لها ومجابهة الانقلاب؛ تحقيق مشروع الدولة الاتحادية، وفقاً لوثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني".

 

بينما المجلس الأعلى للحراك الثوري لا يرى غير الانفصال؛ فهم قد حذقوا فكرة الانفصال وأصبحت عندهم عقيدة.

 

وهذه المرة كأن أمريكا هي من رمت بحراكها للجلوس مع حراك بريطانيا بعدما رأت أن أدوات بريطانيا في الجنوب فتاكة، فهناك المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحسب له ألف حساب، وأيضا مؤتمر حضرموت الجامع، ومجلس الإنقاذ في محافظة المهرة، وأيضا الائتلاف الجنوبي، والاحتمال الآخر هو أن الإنجليز بمكوناتهم الكثيرة يحاولون سحب حراك أمريكا السلمي والعمل على تذويبه بينهم وإن كان هذا ليس من السهل القيام به.

 

ومع حمى اللقاءات والتصريحات حول اليمن في مسقط وعمان والرياض فكأنه يتم طبخ وإعداد ما بعد الحرب من الآن حيث تعمل الدول المؤثرة على ترتيب الأوراق وتقاسم المصالح؛ فأمريكا لا تملك في الجنوب غير نفوذ آل سعود والمجلس الأعلى للحراك الثوري، بينما أدوات بريطانيا كثيرة.

 

والناظر للمشهد في جنوب اليمن يرى أن حصة بريطانيا كبيرة في الجنوب بينما حصة أمريكا أقل بكثير، وبالتالي تحاول أمريكا أن تضع لحراكها قدماً في التسوية المرتقبة بدفع الحراك الثوري بجانب الائتلاف السلمي حيث تجمعهم السلمية، بخلاف المجلس الانتقالي الذي يملك السلاح من أول يوم ومن الصعب أن ينسجم مع المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي.

 

إن الذي يجب أن يعرفه أهل اليمن وخاصة في الجنوب أن هذه المكونات تحمل مشاريع لخدمة الكفار المستعمرين، فلقد عانيتم القهر في ظل الاحتلال الإنجليزي ومن ثم الأمرين إبان حكم الحزب الاشتراكي ثم تفاءلتم خيراً بالوحدة بين الشطرين ولكن علي صالح وشيعته المجرمة لم تترك أحداً لا في شمال اليمن ولا في جنوبه يهنأ بالعيش، وبالتالي لا خير في هذه القيادات المجرمة التي تلطخت أيديها بالدماء وتكللت أعمالها بالخيانة والعمالة، واعلموا أن العيش الرغيد والسعادة في الدارين لن يتحققا إلا في ظل حكم الإسلام شريعة الله التي تؤمنون بها وتفدونها بالمهج والأرواح، وإن دولة الخلافة بحاجة إلى عمل جاد مجد مع حزب التحرير الذي هو بينكم ومعكم يعمل لهذا الأمر العظيم ليل نهار، فاعملوا معه وانبذوا الأفاكين المجرمين من الحكام والمكونات المسلوبة الإرادة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الهادي حيدر – ولاية اليمن

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع