الخميس، 09 شوال 1445هـ| 2024/04/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

النظام في الإمارات يعلن انحيازه إلى أعداء الأمة

  •   الموافق  
  • 1 تعليق
النظام في الإمارات يعلن انحيازه إلى أعداء الأمة

بسم الله الرحمن الرحيم


أُشفقُ على من يفني عمره في السياسة ثم لا تجده يرتفع عن أي متابع للجزيرة أو العربية أو أي قناة فضائية، والظن أن الخلل يأتي هؤلاء من أنهم يظنون أن التحليل السياسي وإعطاء وجهة نظر في المواقف السياسية لا يحتاج أكثر من متابعة نشرات الأخبار مع قراءة بعض ما كتبه الصحفيون، والحق أن السياسة كأي علم من العلوم، وكأي ثقافة من الثقافات، لها أصول ولها تفريعات، وليس التحليل كيفما اتفق.

 

 

النظام في الإمارات يعلن انحيازه إلى أعداء الأمة

 


أُشفقُ على من يفني عمره في السياسة ثم لا تجده يرتفع عن أي متابع للجزيرة أو العربية أو أي قناة فضائية، والظن أن الخلل يأتي هؤلاء من أنهم يظنون أن التحليل السياسي وإعطاء وجهة نظر في المواقف السياسية لا يحتاج أكثر من متابعة نشرات الأخبار مع قراءة بعض ما كتبه الصحفيون، والحق أن السياسة كأي علم من العلوم، وكأي ثقافة من الثقافات، لها أصول ولها تفريعات، وليس التحليل كيفما اتفق.


فمثلاً تجدهم في موضوع التطبيع الذي أعلنته الإمارات مع كيان يهود يخوضون في الدواعي التي جعلت الإمارات تفعل هذا الأمر، وما الذي تستفيده الإمارات، ولماذا اختارت هذا التوقيت؟ فتجدهم يتناولون التصرف الإماراتي كما لو أن الإمارات دولة مستقلة أو أنها تملك نفسها وقرارها فلو أن هؤلاء تعلموا أن للسياسة أصولاً كما للفقه وكما للنحو، لما خاطروا بهذه الآراء.


فالإمارات هي مجرد دولة عميلة لا تملك أن تفعل شيئاً في الداخل أو في الخارج دون إذن سيدها، ومن لا يدرك واقع الإمارات فليقرأ كيف تشكلت وكيف تأسست وكيف ساهمت الجمال والإبل في معرفة أبو ظبي عن دبي عن العين والشارقة، وإذا كانت سايكس بيكو اتفاقية أشرف عليها رجال، فإن الإمارات قسمتها الدواب، فقد كانت الجمال تُترك ثم عند وقوفها تُخط الخطوط وتوضع الحدود!


فالسياسي لا يستقيم في عقله أن يجعل الإمارات كروسيا، أو يجعل البحرين كألمانيا... ليسوا سواء! فالدول منها المستقلة ومنها العميلة التي لا ترد يد عابث.


أما أن يخوض السياسيون ويأخذون حظهم في الوقت والتحليل في نشرات الأخبار ثم يضعون حجراً على عمالة أشباه الدول هذه، فهذا ليس سياسة وليس تحليلاً، بل هو خبط عشواء.


السياسة يا سادة لها قواعد ولها أصول، وليست تصح إلا لمن عقل أصولها، وفهم فروعها، ففيها علة وفيها أوصاف مفهمة وفيها أوصاف لا تصلح للتعليل وفيها محكَم وفيها متشابه، وكل ما صح في العقول أصلاً صح وانسحب على السياسة، كأي علم من العلوم.


إن ما فعلته الإمارات من تطبيع علني بينها وبين كيان يهود، أو ما أظهرته فوق الطاولة بعد أن كان تحتها، ليس مفاجئاً للمتابع بحال، وليس ببدعة على هذه الأنظمة التي وُجدت لهكذا دور، وهي تقوم بالدور الذي ينيطه بها سيدها ولا تملك أمر نفسها، وقد سبقتها الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية وموريتانيا وقطر وتركيا، لا بل إن نتنياهو يتحدى بأن الدول العربية ستلحق بالإمارات وتُظهر ما كانت تخفيه لعقود خلت.


إن التطبيع الذي أعلنته الإمارات بينها وبين يهود لا يضر المسلمين بشيء، ولا يضر إلا النظام العميل في الإمارات، فلم تكن الجيوش ترابط على الثغور وخانتها الإمارات بفعلها ذلك، وإنما من كان يغطي عورته بورقة توت طُلب منه أن يزيلها، والعلاقات بين الأنظمة العربية والتنسيق المخابراتي والتجسس ومحاربة الإسلام لم تتوقف يوماً بين هذا الكيان الوضيع وبين الدول العربية، بل إن بعضهم مدين بوجوده إلى كيان يهود ويحرص عليه أكثر من حرصه على نفسه.


كان ينبغي أن يكون الخبر المفاجئ (الإمارات تلغي علاقتها بكيان يهود)، فهذا ربما يحدث صدمة (shock)، أو أن تركيا أو الأردن أو مصر أو السلطة تقول: (لن نتعامل مع يهود بعد اليوم وسنوقف التعاون المشترك بيننا)، فهذا الخبر هو الذي يُتوقف عنده ويُوضع على (العاجل)، أما ما فعلته الإمارات وغيرها هو أصل وهو المحكم في سياستها الخارجية.


إن التأصيل لأي علم من العلوم أو ثقافة من الثقافات هو الذي يُفرق حاطب الليل عن حاطب النهار، وإن السياسة والتحليل السياسي إذا خلا من قواعد وأصول تفسَّر بها الأحداث وتُفهم بها الوقائع، فإن صاحبه يحيا ويموت ولا علم له بالسياسة، وإذا أضاف لعدم الفهم والإحاطة بالقواعد عدم وجود وجهة نظر، أي عدم النظر للأحداث من زاوية خاصة، فإنه من الخير له أن يترك السياسة لغيره، فما هي السياسة وما هو السياسي الذي ما زال يتحدث عن علاقة عداء بين تركيا وأمريكا! أو علاقة متوترة بين إيران وأمريكا؟!


فأمريكا إن طلبت من أردوغان أن ينفذ فسينفذ لا محالة، فها هي تستخدمه في الشام منذ سنوات، وها هو يريد أن يجعل لأمريكا موطئ قدم في ليبيا، وهي منطقة أوروبية صرفة والوسط السياسي كله فيها تابع لأوروبا، حتى أدخلت أمريكا عميلها حفتر ليجعل لها يداً في ليبيا، ثم ثنت بأردوغان الذي لا يكاد يرد لها قولاً! ولا يغرنك التهويش الإعلامي الذي يظهر أحياناً بحجة اختلاف مصلحة بين الطرفين، فهذا ذر للرماد في العيون، لا يكاد يظهر حتى يبتلعه النظام التركي، مثل صفقة طائرات F35 التي امتنعت أمريكا عن إعطائها لتركيا بحجة الاتفاق الذي أبرمته روسيا مع تركيا لشراء صواريخ S400، أو الرسوم التي ضربتها أمريكا على حديد الصلب الذي تستورده أمريكا من تركيا وأثارت احتجاج الأتراك، فكل هذا من قبيل التهويش الإعلامي غير الحقيقي، وإن كان حقيقياً فهو لا يرقى لقطع العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين، ويكفي موقف تركيا عندما ترأست حلف الأطلسي في أفغانستان، فقد كانت طائراتها ليست بأقل فتكاً من الطائرات الأمريكية، فكلاهما كان يقوم بقتل المسلمين، العميل وسيده.


أما إيران التي صدّع بعض السياسيين رؤوسنا بالعلاقات المتوترة بينها وبين أمريكا فإنها لم تعمل يوماً لإيذاء سيدتها أمريكا، بل إن أمريكا قامت على صناعة النظام الإيراني كما صنعت النظام المصري والسوري سواء بسواء، فقد بدأت الاتصالات قبل الثورة الإيرانية بـ15 سنة أيام جون كندي، وبعد الثورة الإيرانية في عام 1979م ازدادت العلاقات بينها وبين عملائها في إيران، فوقفت إيران إلى جانب أمريكا في أفغانستان، وكانت لها مساهمة فعالة في إسقاط نظام طالبان، وكذلك فعلت في العراق، وكذلك تفعل في الشام لتحافظ أمريكا على عميلها بشار، وقد اعترف رفسنجاني بذلك قبل عدة سنوات عندما قال: "لم تكن أمريكا لتنجح في إسقاط طالبان والنظام في العراق لولا مساعدة إيران".


إن القواعد التأصيلية في السياسة تجعل السياسي عموماً وحامل الدعوة بخاصة يقف على أرضٍ صلبة لا يكاد يخدعه أو يضلله تصريح هنا أو تهويش هناك، فلم ينخدع حزب التحرير يوماً بمعاداة عبد الناصر للإمبريالية وقربه للشيوعية في الظاهر أن يقول إنه ليس عميلاً أمريكياً، وتبين ذلك مثل فلق الصبح وبان صواب رأي الحزب، ولم تخدعه يوماً جعجعة الأسد الأب والابن من أن يجهر بأنهما عميلان لأمريكا.


فالأصول في السياسة لا ينبغي إغفالها بحال، وإلا فإن ممتهنها لن يكون له حظ في السياسة وفهمها فضلاً عن إعطاء رأيه من زاوية خاصة، والتي هي بالنسبة للمسلم ولحامل الدعوة زاوية الإسلام، حتى إذا ما قامت الدولة تكون هناك طبقة من السياسيين يديرون دفة السياسة الخارجية للخلافة، ويكونون بمثابة مركز أبحاث استراتيجي وظيفته متابعة سير الدول المحاربة، وكيف تفكر، ومن هم عملاؤها في البلاد، وكل ذلك حتى تبقى دولة الخلافة دولة رعاية وتديم إحسان الرعاية في الداخل وتنشر الإسلام في الخارج، وتطهر الدولة من رجس العملاء والمنافقين.


‏نسأل الله أن يمكن لنا ديننا بإقامة الخلافة.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو المعتز بالله الأشقر

 

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 01 أيلول/سبتمبر 2020م 23:47 تعليق

    احسنتم أحسن الله إليكم واكرمكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع