الثلاثاء، 07 شوال 1445هـ| 2024/04/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إلى كل مسلمة: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

 

إن الله سبحانه هو الأول والآخر، وهو جل جلاله صاحب الأفضال المتفضل بالإنعام على خلقه. وقد سبق منه إحسانه لجميع خلقه فهو الرحيم ثم خصّ أهل طاعته فهو الرحمن. وقد قال عزّ شأنه: ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ﴾ وقال سبحانه: ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ فسبقت محبته وأحاط خلقَه باللطف تقديره. فله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.

 

إن المتبصر الممعن النظر في خلق الله سبحانه لنا ثم ما أحاطنا به من صروف التدبير والرعاية واللطف، ليذوب قلبه حباً لهذا الخالق الودود. فأي إحسان أكبر من أن يوجدك الله بعد العدم، ثم يهبك العقل الذي رفعك به عن باقي خلقه، ثم لئلا تضل أرسل إليك الرسل، بل وجعل عقلك أداة معرفته فلم يترك المسألة لمجرد تبليغ الرسل بل كانت كل آياته تخاطب عقلك تدلك عليه، وبعث لك أفضل خلقه ليأخذوا بقلبك إليه، وشرع لك من الشرائع ما فيه كل الرحمة والإنصاف والود والتكريم.

 

أي إحسان فوق هذا تحظى به امرأة غير أن تكون مسلمة؟ يجعلها ملكة البيت ويحاسب لأجلها الرجل فيجعل قوامته عليها مسؤولية عظيمة لا منحة تشريف أو تفضيل. بل إنه ربط مكانة الرجل بإحسانه لأهله، إذ يقول رسول الله: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ». ويجعل خير مال الرجل هو الذي ينفقه على أهله، ويجعل صلتها والإحسان إليها سبباً لوصل الله للعبد... وغير ذلك مما يضيق به المقام هنا. فأي إحسان أكبر أيتها المسلمة؟

 

الله سبحانه، الذي أحاطنا بكل هذه الرعاية، وذكر تفصيله في قصة نبي لأجل امرأة واحدة، ﴿كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ﴾ لم يوجدنا عبثاً؛ فإن الله سبحانه قد فصّل في كتابه، أنه إنما خلقنا ليبتلينا! أجل أوجدنا ليختبرنا، ثم سبق إحسانه إلينا. والله سبحانه حين خلص آدم قالت له الملائكة: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾، فقال جل جلاله: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾.

 

فأنت أيها المسلم، ويا أيتها المسلمة صاحب ثقة من صاحب الإحسان الأوحد فلا تخنها.

 

الله خلق الموت والحياة لينظر إحساننا لأعمالنا! يقول سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ﴾. وقال الله تبارك وتعالى في سورة الكهف: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾. وفي سورة الملك: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾. وفي حديث أمير المؤمنين عمر الذي أورده الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله ﷺ قال عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإحسان: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قال تعالى: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾. [يونس 61].

 

وإن كانت العبادة في غير رمضان واجبة فهي في رمضان أوجب، بل تصبح النافلة بمقام الواجب تقرباً لله الذي إن تقربت إليه شبراً تقرب إليك ذراعاً، ولا يزال بالمؤمن يهديه ويتوب عليه حتى يتقرب إليه بما يحبه.

 

فيا أَمَة الله، يا من أحسن الله إليك مذ خلقك إلى يومك هذا ولا يزال يتعهدك باللطف والرحمة: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

 

الله سبحانه من كمال إحسانه يأمرنا بطاعته ويدلنا عليه ويلهمنا كيف نتقرب إليه ثم يقبل الحسنة فيضاعفها ويجازي عن الإحسان إحساناً.

 

وها هنا أسئلة تعين بإذن الله أن تحددي موضع قدميك، هل هي على خطا رسول الله ﷺ الذي أوصى بالنساء في حجة الوداع النبوية أم أنك تميلين عنها والعياذ بالله؟

 

  • هل الله سبحانه أحب إليك ورسوله مما سواهما؟
  • هل تلتزمين أمر الله وإن خالف هواك، فيكون لباسك كما يريد وقلبك مخلصاً له، وحياتك قائمة كلها على مرضاته، بحيث لا تجعلين الدنيا أكبر همك ولا مبلغ علمك؟
  • هل أنت ممن تنافس غيرها في متاع الدنيا واقتنائه وتنفق مالها وتسرف جل وقتها في البحث عن هذا المتاع غافلة عن تعمير دارها الآخرة؟
  • هل لك حظ من كتاب الله حفظاً وتدبراً وقراءة وتعلماً وتعليماً؟
  • هل أمضيت وقتك مع الجارات والقريبات في الغيبة والنميمة أم كنت نبراس هدى وكانت جلساتك جلسات ذكر تحضرها الملائكة؟
  • هل تعظمين شعائر الله، فلا تتهاونين بها ولا تستصغرين المعصية كنمص الحواجب أو السخرية والخوض في الأعراض كعادة بعض النساء؟
  • هل تلزمين أمره وتستغفرينه إن أخطأت وتقبلين النصح والتوجيه دون استكبار وإصرار على الذنب ولا تأخذك العزة بالإثم؟
  • هل أخذت العهد أن تكوني ممن ينصرون دين الله فجعلت لك نصيباً من تعلم العلم الشرعي والدعوة لدين الله وتحكيمه في الأرض أم تهاونت في هذا الفرض العظيم ولسان حالك ومقالك "أربي ولادي أحسن".
  • هل فعلاً جعلت تربية أولادك مشروعاً تستثمرين فيه للآخرة، بحيث تعاملينهم كنعمة أنعمها الله عليك وستقابلينه يوم القيامة لتقولي له: يا رب هذه نعمتك التي أحسنت بها إلي قد تعهدتها بالرعاية والإحسان حتى كانوا عباداً لك صالحين مصلحين؟
  • هل كنت عوناً لزوجك على طاعة الله وكنت ركناً متيناً في تأسيس أسرة صالحة نافعة للمسلمين، أم انشغلت بتكوين نفسك وأخذت بلبّك بريق الشعارات النسوية الخادعة من الاستقلال ومساواة الرجل وإثبات نفسك؟

هذه أمثلة نسأل الله أن تكون عوناً لنا لإحسان عملنا وإتقان دورنا كنساء مسلمات لنا وظيفتنا في هذه الدنيا، فنكون ممن امتثلن لقول رسولنا: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ».

 

وقد آن الأوان لئن يجدّ كل مخلص بما لديه.

 

فنسأل الله العفو عن تقصيرنا والعون على أداء ما علينا...

 

 

#رمضان_والإحسان

#Ramadan_And_Ihsan

#Ramazan_ve_İhsan

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع