الأربعاء، 08 شوال 1445هـ| 2024/04/17م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تحكيم شرع الله عز وجلّ هو قضية المسلمين المصيرية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المحور: مرحلة التوعية وتكليف الأمة وتحميلها المسؤولية

تحكيم شرع الله عزّ وجلّ هو قضية المسلمين المصيرية

 

 

 

إنَّ الواقع الذي نعيشه اليوم فيه مشاكل أساسية نتجت عنها مشاكل فرعية كثيرة: كالغشاوة الموجودة على العقيدة الإسلامية، واحتلال بلاد المسلمين، وتحكّم العملاء بمصير الأمة، والفقر، والظلم، والجهل، وفُشُوِّ الأخلاق السيئة، وتحكم العلاقات الفاسدة، وغير ذلك الكثير، وهذا الواقع الفاسد الذي شمل كل نواحي حياة المسلمين إنَّما نتج عن المشكلة الأساسية التي أصابت الأمة، ألا وهي: إبعاد الإسلام عن الحياة والدولة والمجتمع، والحكم بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى، فإذا أردنا القضاء على هذه المشاكل بصورة جذرية ودائمة، فلا بُدَّ من تغيير هذا الواقع الفاسد ومعالجة المشكلة الأساسية، فتُصبّ الجهود ويتركز العمل على إعادة الإسلام مطبقاً في واقع الحياة، واستئناف الحياة الإسلامية، بأن تكون الحاكمية لله سبحانه وتعالى وحده لاشريك له، سواء في الاعتقاد أو العمل، وإلا فلن نتمكن من القضاء على كل آثار التحاكم لغير ما أنزل الله تعالى، وقد جاءت الكثير من الآيات التي تؤكد على هذا الموضوع وتبيّن وجوبه:

 

قال تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ}، وقال:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ}، وقال:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ}،وقال:{إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.

 

وأوجب الله سبحانه وتعالى أن يكون الحكم له وحده، كأساس تصدر عنه القوانين. فقال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.

 

ولكي لا يخطر ببال المسلم جواز أن يكون هناك مصادر أخرى لسنِّ الدستور والقوانين غير الشرع قال تعالى: {وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}، وحذَّر الله سبحانه وتعالى من الفتنة والتنازل عن بعض الإسلام ولو كان حكماً واحداً، فقال: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}، وقال: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أنهمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدَاً` وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودَاً}.

 

إنَّ مشاركة المسلم في الحكم الجاهلي يوقعه في تناقض كبير، ففي حين أنَّ المسلم مطالب بالعمل على تقويض هذه الدول الطاغوتية القائمة على الحكم الجاهلي، وإقامة دين الله، فإنَّه بمشاركته في الحكم الكافر يكون هو المُقِيْم لهذا الحكم الطاغوتي الجاهلي، المُطِيْل لأمده وعمره!!. قال رسول الله r لكعب بن عجرة: ((أعاذَكَ اللهُ من إمارةِ السُّفهاءِ، قال: وما إمارةُ السُّفهاءِ؟ قال: أُمراءُ يكونونَ بَعْدي، لا يَقتَدونَ بهَدْيي، ولا يَستَنُّونَ بسُنَّتي، فمَن صدَّقَهم بكذِبِهم، وأعانَهم على ظُلْمِهم، فأولئك ليسوا منِّي، ولستُ منهم، ولا يَرِدون عليَّ حَوْضي، ومَن لم يُصدِّقْهم بكذِبِهم، ولم يُعِنْهم على ظُلْمِهم، فأولئك منِّي وأنا منهم، وسيَرِدون عليَّ حَوْضي)).

 

#أقيموا_الخلافة

آخر تعديل علىالخميس, 04 آذار/مارس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع