الخميس، 09 شوال 1445هـ| 2024/04/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هدف أردوغان الديمقراطية، وليس الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هدف أردوغان الديمقراطية، وليس الإسلام

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ألقى رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا ورئيس حزب العدالة والتنمية، كلمة أمام المشاركين في الاجتماع 140 لرؤساء المحافظات الموسع لحزب العدالة والتنمية الذي عقد عبر الفيديو، قال فيها: "حتى لو انهارت أوروبا وأمريكا بالكامل في مجالي الديمقراطية والاقتصاد، فسوف نستمر في تطوير دولتنا في كل مجال. نحن مصممون على خوض نفس المعركة من أجل أصدقائنا وإخواننا. اسمها نموذج تركيا. لا يمكنك أن تجد مثل هذه الديمقراطية الصادقة القائمة على القيم الإنسانية، وأهداف التنمية الصالحة، والحق المتجذر، ومثال العدالة في أي مكان آخر. إن شاء الله، سنبني نموذج 2053 بما يتماشى مع هذه الرؤية". (وكالة الأناضول، 2020/09/17)

 

التعليق:

 

"تمخض الجبل فولد فأرا"، مثل مشهور في تركيا يعرفه الجميع. ومعنى ذلك: "قدم الإنسان الذي يُتوقع منه أشياء عظيمة أشياء صغيرة".

 

في الواقع، يتطابق هذا المثل مع الصورة السياسية لأردوغان؛ لأن أردوغان، الذي يتولى السلطة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، يعتبر الديمقراطية مناسبة للمسلمين، الذين يدعمونه بتوقع إيجاد حياة إسلامية، كهدف حتى عام 2053. والأكثر من ذلك، أنه يفعل ذلك في الفترة التي يسيطر فيها منفردا على مؤسسات الدولة ووسائل الإعلام، وعلاوة على ذلك، فإنه يفعل ذلك بعد الوقت الذي وصل فيه إلى سلطة تخوله فتح آيا صوفيا للعبادة. في الواقع، كان الرأي العام بين المسلمين في تركيا هو أن حزب العدالة والتنمية سوف ينتقل إلى ما يسمى بالنظام الإسلامي في عام 2023 وهو هدف حزب العدالة والتنمية قبل عام 2053.

 

ومع ذلك، فقد ولّد الجبل فأراً، وطرح أردوغان الديمقراطية لكنه أدخلها للمسلمين بتجميل جديد يُطلق عليه "نموذج تركيا".

 

في الواقع، هذه القضية هي الحلقة الأخيرة في السياسة التي يتابعها أردوغان حتى اليوم، ولا يستغرب منها من يتابعه ببصيرة واهتمام. فخلال فترة حكمه لم يتخذ أردوغان وحزبه خطوة واحدة تتعارض مع مبادئ الديمقراطية. وتم تنفيذ جميع الأنشطة في كل من السياسة الداخلية والخارجية مع التركيز على الديمقراطية في البداية والنهاية. كل الإنجازات التي تحققت من خلال مساعدة المسلمين وتضحياتهم، وخاصة محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو، والتي تم إخضاعها بالتكبيرات والصلاة، ثم ألجمت هذه الحركة بلجام الديمقراطية. علاوة على ذلك، تمت محاولة إظهار الوجه القبيح للديمقراطية على أنه شيء مشروع باستخدام حجج خيالية مثل حق الناس في اختيار حكامهم والعيش بحرية، والتي تعتبر بمثابة كلام تحقير للشعائر والمقدسات في الإسلام. واليوم، يحاول أردوغان، بقوله إن الكفار في أوروبا وأمريكا يطبقون الديمقراطية بشكل سيئ، يحاول إعادة الديمقراطية الرأسمالية، التي أوشكت على الموت، إلى الحياة من خلال التلاعب بالمسلمين.

 

وكأن المصدر الحقيقي للمشكلة ليس الديمقراطية نفسها، التي أخذت حق السيادة من الله وأعطته للعاجزين الناقصين والفاسدين! وكأن الديمقراطية لم تكن هي التي انبثقت عنها قوانين سامة مثل "اتفاقية إسطنبول" التي دمرت الأسرة والجيل! كما لو أنها لم تكن الديمقراطية ما دفع الناس إلى الفقر والاكتئاب بسياسات اقتصادية قائمة على الربا والدخل غير المكتسب! وكأن البلاد الإسلامية لا تُحتل وتُستغل باسم الديمقراطية! وكأن الديمقراطية ليست نظام وصاية مفروضاً بالقوة والخداع، وهو ما يتعارض مع عقيدة وثقافة المسلمين! وكأن فكرة الديمقراطية لم تكن هي التي دمرت دولة الإسلام العظيمة التي استمرت 13 قرنا، وتركت الأمة الإسلامية بلا حاكم وخليفة وجعلتها لقمة سائغة للكفار المستعمرين! كأن ثورات الأمة الإسلامية التي هبّت ضد طغاة الغرب في ليبيا وتونس ومصر واليمن وسوريا لم تُسرق بأكاذيب ديمقراطية!

 

على الرغم من كل هذه الحقائق، فإن الجمع بين كلمة الديمقراطية والقيم الإنسانية، والحديث عن العدالة والتنمية على أساس الديمقراطية، ومحاولة تعميم الديمقراطية بين المسلمين ليس سوى تنازل عن المنطق. وبتعبير أوضح: إنها تضييع الآخرة من أجل الدنيا!! والآن فإن علينا كأمة أن نرى الحقائق وأن نحاسب الحكام على أساس الكتاب والسنة، ونستجيب للذين يدعون إلى الخلافة الراشدة وليس إلى الديمقراطية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أمين يلدريم

آخر تعديل علىالإثنين, 28 أيلول/سبتمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع