الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بعد نهب كل قِرش من عامة الناس، الرأسمالية لا توفر لهم حتى الهواء النظيف للتنفس

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بعد نهب كل قِرش من عامة الناس، الرأسمالية لا توفر لهم حتى الهواء النظيف للتنفس
(مترجم)

 


الخبر:


لاهور: غطت غمامة كثيفة من الضباب الدخاني السام مدينة لاهور بأكملها في حوالي الساعة التاسعة مساء يوم الأربعاء، مما اضطر العديد من السكان إلى الشعور بالاختناق أو الشكوى من التهاب الحلق والعيون الدامعة. وكشفت تقارير تلفزيونية أنه تم تسجيل مؤشر جودة الهواء في لاهور حوالي 640 في وقت متأخر من مساء الأربعاء، وهو يتجاوز بشكل كبير عتبة المستوى "الخطير" لجودة الهواء، والذي يبلغ 300. على الرغم من بلوغ مؤشر جودة الهواء المستوى السادس إلا أن الحياة في لاهور لم تتوقف. (thenews.com.pk)

 

التعليق:


إن الديمقراطية هي سبب التلوث المتزايد لأنها النظام الحاكم للرأسمالية، الذي يعطي أهمية لحرية الملكية والنشاط الاقتصادي على جميع الاعتبارات الأخرى، بما في ذلك صحة الناس. علاوةً على ذلك، يهيمن الرأسماليون بشكل واسع على التشريع الديمقراطي الذي يتلاعب بالقوانين لضمان مصالحهم، بما في ذلك الصناعة الكبرى، المسؤولة عن الزيادات الهائلة في التلوث. المشكلة البيئية ليست الفشل الوحيد للنظام الرأسمالي، فهو يولد أزمة تلو الأخرى. إن أزمات الغذاء العالمية والأزمات المالية والاقتصادية التي شهدناها في السنوات القليلة الماضية تواكب الأزمات الأخيرة للرأسمالية. لقد تركت هذه الأزمات الملايين معدمين، وفي الوقت نفسه أتاحت لعدد قليل من الناس امتلاك المزيد من الثروات التي لا يتخيلها العقل البشري. ويرجع قصور الرأسمالية في تقديم الحلول الصحيحة أيضاً إلى نظرتها إلى المشكلة الاقتصادية باعتبارها ندرة الموارد بالنسبة للاستهلاك المتزايد وغير المحدود. لقد جعل هذا تركيز الرأسمالية مقصوراً على الإنتاج على حساب التوزيع العادل وتلبية الاحتياجات الأساسية لكل فرد من المسكن والمأكل والملبس.


في ظل النظام الديمقراطي للرأسمالية الذي هو من صنع الإنسان حيث التشريع في متناول اليد سيستمر التلوث في الارتفاع، حيث إن أرباب الصناعة بعد إنفاق الملايين والمليارات على الحملات الانتخابية لسياسيين، دائما ما يحصلون على تشريعات من هذا النوع والتي تساعد على تعظيم أرباح الصناعيين على نطاق واسع مع تجاهل صارخ للمآسي والمعاناة، وفي الوقت نفسه توفير دخل لأولئك الذين يديرون خدمات طبية خاصة، حيث يصاب مئات الآلاف بالأمراض. لهذا السبب يمكن للمرء أن يشهد أن مثل هذا المستوى المرتفع من مؤشر جودة الهواء 6، لم يشهد أي إلحاح من وزارة البيئة أو من الحكومة بأكملها لإنقاذ ملايين الأرواح في المحور السياسي لباكستان.


الإسلام لا ينظر إلى علاقة الإنسان بالطبيعة كعلاقة نزاع أو تناقض. لقد وضع الله الكون في خدمة الإنسان وكلف الإنسان بزراعة الأرض. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾.


لقد وضح الإسلام أن الكون والأرض في توازن ومقاييس هادفة ودقيقة لكل شيء. هناك العديد من النصوص الشرعية في القرآن والسنة ترتبط بالتفاصيل المتعلقة بالحفاظ على البيئة. يتعامل الإسلام مع التفاصيل، لذا يحرم على المسلم الإضرار بالبيئة وتلويثها. لم يترك الإسلام العلاقة بين المسلم والطبيعة وفقاً لرغباته واهتماماته الشخصية دون اعتبار للطبيعة أو حياة البشرية. فيما يلي بعض الأحاديث عن النبي r والتي تكفي لإظهار هذه التفاصيل:


قال رسول الله r: «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ». وقال النبي r: «اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ وَالظِّلِّ وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ».


وعندما كان الرسول r يرسل أصحابه للجهاد اعتاد أن ينصحهم بالكلمات التالية: «انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ... وَلَا تَعْقِرُنَّ شَجَراً إِلَّا شَجَراً يَمْنَعُكُمْ قِتَالاً أَوْ يَحْجُزُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ».


تعطي هذه النصوص صورة فريدة لكيفية تركيز الإسلام على الطبيعة. علاوةً على ذلك، فإنها توضح أن الله قد خلق الطبيعة ووضعها في خدمة الإنسان، وجعل الإنسان الوصي على التمتع بها وليس تخريبها.


إن تدمير حياة المجتمع في منطقة معينة، مثل تلوث الأراضي العامة والأنهار والبحيرات والمروج والغابات، فإن الإسلام يمنع وضع المجتمع في يد الأفراد. على العكس من ذلك، يضع الإسلام الملكية العامة تحت إشراف الدولة مما يضمن حماية الناس ويحرم إيذاءهم. الدولة ملزمة أيضاً بإزالة الضرر من المجتمع، مثل منع المصانع من التخلص من نفاياتها الضارة في الأنهار والمحيطات. إن الحل لا يكمن في حظر الإنتاج أو في تقليل الكمية. يتحمل مالكو المصانع أو الدولة التي تشرف على الصناعة مسؤولية إزالة الضرر عن طريق معالجة النفايات الخطرة إلى درجة تحييد الخطر قبل التخلص وإعادة التدوير كيفما أمكن بغض النظر عن مقدار تكلفة إعادة التدوير أو تكلفة إزالة الخطر.


لقد ساهم الحكام بطريقة واضحة في الحفاظ على حالة البؤس التي تعيشها الأمة الإسلامية، منذ أن وافقوا على أن يكونوا دمى في أيدي الدول الأجنبية، ومنذ أن همشوا الإسلام وقوانينه وامتنعوا عن تنفيذها. ستستثمر دولة الخلافة في الجوانب الحيوية لجميع المجالات، وستتخذ الخطوات اللازمة لتصبح دولة صناعية، وستؤمن أن الصناعة تخضع لقوانين الإسلام حتى لا يتضرر الإنسان والبيئة بأي شكل من الأشكال.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عادل

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2019

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2019م 20:41 تعليق

    لاحل ولا خلاص إلا بتحكيم شرع الله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع