الخميس، 09 شوال 1445هـ| 2024/04/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    6 من جمادى الثانية 1441هـ رقم الإصدار: 1441 / 13
التاريخ الميلادي     الجمعة, 31 كانون الثاني/يناير 2020 م

 

بيان صحفي

 

لم تكن الديمقراطية إلا مخيبة للآمال دوماً

 

(مترجم)

 

 

لقد فضح القادة الشعوبيون وسياساتهم في الدول الغربية الديمقراطية كأداة للرأسمالية كما هي دون رتوش. لقد كان من المفيد إرضاء رغبة الناس في حكومة خاضعة للمساءلة، مع حرمانهم في الواقع من الحقّ في أي مساءلة حقيقية. لقد أدى ذلك إلى قمع يمارسه طغيان الشركات الرأسمالية ضد وجود معارضة، مقابل تقديم وعود زائفة بالتغيير، بينما لم تقدم في الواقع سوى المزيد من الخضوع والانصياع لنخبة ذات امتيازات لا تستحقها. والآن بعد أن تعرّى الإمبراطور بالكامل، فظهر أنه لم يكن لديه ملابس حقاً، يتساءل المدافعون عنها بدهشة لماذا لم يعد الناس العاديون يرغبون بها؟

 

اكتشف مركز مستقبل الديمقراطية بجامعة كامبريدج أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة تتميزان بمستويات عالية من الاستياء من الديمقراطية، مما يعكس اتجاهاً عالمياً فيما يسمى بالبلدان "المتقدمة"، عندما سُئل الناس فيهما عما إذا كانوا راضين عن الديمقراطية في بلادهم.

 

وعد رئيس الوزراء في بريطانيا بعقوبات أشد على الإرهابيين المزعومين، في حين إن وزارة الداخلية في حكومته تثير الشكوك في أن النشطاء ضد التغير المناخي ربما يمكن اعتبارهم متطرفين، يستحقون إحالتهم إلى قانون المنع (برفنت) الفاشل الذي تبنته الحكومات لمنع ما يزعم بأنه إرهاب. فهل من المفاجئ إذن أن يرى الناس ما يرون من خلال الغلالة الفاضحة التي استخدمتها النخبة في بريطانيا لتحويل الانتباه عن سياساتهم التي لا يسيرها إلا الطمع والجشع؟

 

إنه لمن السخرية المؤذية أن يعرَّف التطرف بأنه معارضة للديمقراطية، التي أصبحت نفسها كالبقرة الذهبية المقدسة. حاولت النخبة البريطانية ووسائل الإعلام المدافعة عنها وصم أي شكوى ضد صنمهم المعبود على أنها تطرف وراديكالية تقود للعنف. وبلغ الأمر حدّ أن يقترح جونسون استخدام جهاز الكشف عن الكذب على المدانين بموجب قانون الإرهاب الذي يتسع مجاله باستمرار، وذلك للتحقق مما إذا أصبحوا يرغبون حقاً الآن في عبادة معبودهم الديمقراطي، كشرط للإفراج عنهم.

 

لقد عرف الإنسان الفطن دائماً، بل أصبح الأمر واضحاً الآن للجميع، أن النخبة الرأسمالية لا يمكنها مقاومة الرغبة في استغلال مثل هذا التشريع لتحقيق مكاسب خاصة بها، وبالتالي إسكات أي معارضة لامتيازاتها بشكل فعال، وهذا في الواقع هو التعريف الحقيقي للتطرف.

 

المسلمون الذين يعرضون الإسلام كبديل عادل وصالح عن الديمقراطية الرأسمالية العلمانية ظلوا منذ فترة طويلة هدفاً للتشريعات المناهضة للإرهاب في جميع أنحاء العالم. هل سيصبح الآن القوم العاديون الذين سئموا من زيف الديمقراطية، والذين يريدون عالماً أكثر عدلاً وصلاحاً، أهدافاً جديدة للرأسماليين المستشرين في أجهزة الدولة، والذين يحرصون على كتم كل صوت، ووقف كل حركة تسعى إلى التخلص من امتيازاتهم المؤذية؟

 

هذه هي طريقة الفاسدين المفسدين لصرف الانتباه بعيداً عن فسادهم، واتهام الآخرين كذباً بذلك بدلاً منهم. كان هذا هو الطريق الذي سلكته النخبة المحيطة بفرعون، والذين كانوا يخشون فقدان امتيازاتهم، وهذا هو طريق الرأسماليين اليوم. قال تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَك﴾. [الأعراف: 127]

 

لقد حان الوقت للمسلمين للتخلي عن حلم الديمقراطية الباطل كما يرى معظم العالم الآن من خلال كذب هذا الحلم. ليست الديمقراطية نظاماً من صنع الإنسان فحسب، بل صنعته نخبة غنية من الرجال الذين كانوا يحمون فقط مصالحهم وموقعهم المتميز في المجتمع. فما تسمى بـ"الحقوق" التي يفترض أن تحملها الديمقراطية للناس ليست إلا مجرد أوهام يرددها الأقوياء لإبقاء الناس العاديين خاضعين.

 

يعطي الإسلام للناس حقوقاً حقيقية وثابتة مستمدة من القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. والحاكم المنتخب في الإسلام خاضع للمساءلة حقاً من الأمة للتأكد من أنه يلتزم دوماً بالشريعة الإسلامية المستنبطة من هذين المصدرين فحسب.

 

الله هو خالق البشرية، وهو الذي يقول: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾. [الملك: 14]، ويقول تعالى أيضاً: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾. [طه: 124]

 

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير

في بريطانيا

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع