الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    3 من ربيع الثاني 1441هـ رقم الإصدار: 1441 / 08
التاريخ الميلادي     السبت, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 م

 

بيان صحفي

 

رد الفعل على الهجوم على جسر لندن عام 2019

 

(مترجم)

 

 

لا يلوم الإسلام المدنيين الأبرياء، ولا ينبغي إلقاء اللوم على الإسلام في الأعمال الطائشة من أفراد من المسلمين.

 

في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة، مثلما حدث في الماضي القريب، يجلب مهاجم وحيد النقاش حول الأمن إلى الواجهة، وهو الأمر الذي من المؤكد أن يتصدى له السياسيون الذين جعلت سياساتهم المحلية والخارجية ووضعهم المسلمين تحت المجهر، من العالم خطراً جدا اليوم. لا يتعلم الإعلام والسياسيون دروس الماضي، ويواصلون السماح للأفراد وجماعات النخبة باختطاف السياسة لتحقيق مكاسبهم الأنانية.

 

يجب ألا يقبل المسلمون اللوم الجماعي على الهجوم على جسر لندن، ولا يجب أن نسمح لأنفسنا بأن نخضع للضغط من أجل دعم مرشح ضد آخر بناء على وعود قوية بأن يكون أكثر صرامة تجاه الأمن. يجب على المسلمين أن يتعاطفوا مع الخسارة المأساوية التي لا معنى لها في الأرواح، ومع الاستمرار في فضح النظام الرأسمالي العلماني الفاسد الذي يمثل أساس كل أشكال الإجرام والاستغلال والمعاناة في العالم اليوم.

 

لا يزال البيان الذي أصدرناه في عام 2017 صحيحاً، مع تغيير بعض التفاصيل فقط. ولا تزال نصيحتنا هي نفسها اليوم كما كانت قبل عامين، ألا وهي:

 

نحن لا نقبل الكذب، بأن كوننا مسلمين ونعيش وفقاً للأحكام الإسلامية يجعلنا مسؤولين عن أعمال العنف التي تقع من الأفراد. لقد عانى ملايين المسلمين من عواقب التدخلات العسكرية في العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا، من خلال الخسائر في الأرواح والأقارب والممتلكات. على الرغم من الفوضى وسفك الدماء التي سببتها سياسات الحكومة البريطانية في بلاد المسلمين فإن المسلمين الذين يعيشون هناك يركزون الجهود على محاولة إعادة بناء بلادهم، وليس استهداف الأبرياء في بريطانيا أو في الدول الأخرى. إنها شهادة على صبر وصمود المسلمين الذين سعى بعض أفراد منهم إلى استخدام الوسائل المادية للانتقام من سنوات الموت والدمار.

 

إن ضحايا الهجوم لا يتحملون مسؤولية أمراض العالم، لذلك لا ينبغي أن يُعانوا من جرائم الآخرين. يجب توجيه التظلم واللوم حقاً إلى مؤسسة النخبة المتعطشة للسلطة، والمسؤولة عن الاضطهاد الاستعماري في الخارج، وإلى الذين يستخدمون هذه الحوادث لبث الشكوك حول المسلمين للاستيلاء على مزيد من السلطة لأنفسهم. ثم يستخدمون هذه السلطة كوسيلة لممارسة اضطهاد أكبر للأبرياء في بريطانيا وخارجها؛ وإلى خنق المعارضة وتشويه صورة الأشخاص الذين يتحدونهم في الداخل. أفضل وسيلة لدى ضحايا الاضطهاد لتحدي هؤلاء المجرمين وسياساتهم هي فضح الأيديولوجية الزائفة التي تروج من ناحية حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية، ولكنها في الممارسة العملية تدعم الحكام المستبدين من خلال صفقات الأسلحة، وتدريب أجهزة الأمن الخاصة بهم وتنفذ الأعمال الوحشية ضد المدنيين هناك. مثال الإبادة الجماعية الأخيرة في بورما هو دليل واضح. فدماء الروهينجا المسلمين في ميانمار لا تزال حية؛ ومع ذلك، تواصل بريطانيا دعم وتدريب الجيش البورمي وتغض الطرف عن الاضطهاد الذي تمارسه أونغ سان سو كي.

 

لتجنب التدقيق في سياساتهم الخاصة، من المريح للحكومة أن تقبل الجالية المسلمة باللوم على هذا الهجوم وغيره من الجرائم، كي نظهر كخطر على الناس العاديين في بريطانيا. ومع ذلك، فإن الإسلام والمسلمين ليسوا خطرين على الشعب البريطاني. بل إن رسول الله محمداً عليه الصلاة والسلام جاء رحمه للبشرية، وليبين للناس طريق الخلاص من الظلم، وإقامة العدل. الأشخاص الوحيدون الذين يخشون الإسلام بحق هم المستبدون والطغاة والمستغلون في العالم، الذين يخشون فقدان قوتهم؛ حيث تفتضح جرائمهم ضد الإنسانية.

 

دعاة الحرب في العالم؛ كاميرون، بلير، ماي، ترامب، بوش، أوباما؛ وجونسون، إلى جانب أولئك الذين يستفيدون بشكل كبير من الحرائق المشتعلة في جميع أنحاء العالم، ويتغاضون عن الأعمال الوحشية في الخارج، كما هو الحال في سوريا واليمن وكشمير وفلسطين وميانمار اليوم... هؤلاء هم الوحيدون الذين يجب أن يخشوا بحق وقوف المسلمين من أجل العدالة، كما أخبرنا الله في القرآن فعل ذلك: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ﴾ [النساء: 135]

 

كما أننا لا نقبل أن يتحمل الرأي العام البريطاني اللوم الجماعي على الخطط الاستعمارية القمعية التي وضعتها مؤسسة النخبة، حتى لخداع شعبهم، لمجرد مصلحة أنانية وتحقيق مكاسب شخصية.

 

لذلك يجب أن يقف المسلمون فخورين بعقيدتهم وشريعتهم. يجب أن ينظروا إلى الإسلام وحده كمنقذ للعالم مما يتخبط فيه من فوضى وظلم وموت ودمار. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُواهُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون﴾. [المائدة: 8]

 

لقد حان الوقت لرفض هذه الأخبار التي تروجها المؤسسة ووسائلها الإعلامية في سياق هذه الفظائع. فالقيم الإسلامية ليست مسؤولة عن هذا الحادث، ولا عن البؤس الذي تعاني منه غالبية سكان العالم نتيجة للاستغلال الرأسمالي العلماني.

 

 

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع