الثلاثاء، 09 رمضان 1445هـ| 2024/03/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الإرهاب المحلي: نتاج العلمانية التحررية!

 


قتل يوم السبت في مدينة إلباسو-ولاية تكساس 20 شخصا، وفي الليلة نفسها قتل 9 آخرون في مدينة ديتون-ولاية أوهايو. ومع الأسف فإن مثل هذه المآسي قد أصبحت شائعة في المجتمع. ويقوم بحوادث القتل الجماعي هذه، والتي هي عبارة عن إرهاب محلي، متعصبون وإرهابيون أمريكيون من الجنس الأبيض. ولقد كان لظهور العنصريين البيض وظهور جماعات اليمين المتطرف أثر سيئ على الجو العام والمناخ السائد في أمريكا. وإن وضع اللوم وحده على ترامب في حوادث إطلاق النار الجماعي يُبعد النظر عن حقيقة ودور العلمانية الليبرالية. ولا يجب أن ننسى أن أسس العلمانية الليبرالية تقوم على عدم التسامح مع من يخالف أفكارها أو قيمها، وبالتالي فإن النتيجة الطبيعية هي الكراهية واضطهاد الأقليات. وإن الحوادث التاريخية السابقة التي حدثت في دول عدة في أوروبا تدلل على ما تسير إليه الأمور هنا.


إن مفهوم تفوق العنصر الأبيض هو من أسس العلمانية التي يجب التدقيق والبحث فيها. وصحيح أن ترامب قد شجع القوميين البيض وأذكى خطاب الكراهية للأجانب، ولكن أفكار العلمانية من كراهية وتعالٍ مغروسة وعميقة في المجتمعات الغربية. وإن قرونا من الاستعمار قد طغت على عقلية البعض من تفوق العنصر الأبيض، وفي الحالة الأمريكية فقد تم بناء إمبراطورية على ظهور العبيد وعلى الإبادة الجماعية لأمة بأكملها ونهب موارد الدول الضعيفة. وتستخدم أدوات الرأسمالية في إدامة هذه الهيمنة. ومن الواضح أن العنصرية منهجية وليست مقتصرة على إدارة معينة، ومن أجل حل العديد من المشاكل التي يواجهها الناس يوميا يجب القضاء على أفكار العلمانية الفاسدة.


وعلى النقيض من ذلك، فإن الإسلام يمنع العنصرية والقومية. ويقوّم المرء على أساس تقواه والتزامه بالإسلام. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13]. وقال رسول الله e في حجة الوداع كما روى أحمد: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى».


وفي الختام فإن المشاكل الأساسية بحاجة إلى حل جذري، والإسلام هو المبدأ الوحيد والبديل القادر على جمع الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، عربا كانوا أو عجما، بيضا كانوا أو سودا. إن الإسلام منذ بدايته قد تعامل مع العصبيات والقبليات في المجتمعات السابقة وحلها حلا مبدئيا جذريا. وإن تطبيق الإسلام اليوم كفيل برفع الضيق والضنك عن الناس كما كان الحال لما يزيد عن أربعة عشر قرنا خلال تطبيقه. إن رحمة الإسلام وعدله يحتاجها الناس أجمعون مسلمهم وكافرهم.

التاريخ الهجري :4 من ذي الحجة 1440هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 05 آب/أغسطس 2019م

حزب التحرير
أمريكا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع